مع بداية الاجازة الصيفية وانتهاء فترة الامتحانات والمذاكرة, يحرص الكثير من الآباء والأمهات علي تشجيع اطفالهم علي ممارسة الألعاب الرياضية المختلفه.
وذلك في الأندية والساحات الشعبية وغيرها وهذا يدفعنا للتساؤل:ـ الي أي مدي يمكن للطفل أن يشارك في الرياضات المختلفة؟ ـ وكم عدد الساعات التي يتحملها جسمه من التدريب؟ ـ ماهي أهم الاحتياطات التي يمكن ان يتبعها الأهل حتي نجني الفائدة المرجوة من ممارسة الرياضة دون المساس بصحة أطفالنا ولتجنب الأضرار التي تنجم عن الافراط في بذل المجهود؟ ـ كيف نختار اللعبة الرياضية المناسبة للطفل؟
الدكتور محمد موفق التونسي استشاري الأطفال يتحدث عن أهم الاحتياطات التي يجب أن تنتبه لها الأسرة عندما يبدأ طفلها التدريبات الرياضية فيقول:
أولا: عندما يطلب المدرب احضار شهادة طبية بعدم وجود مايمنع من ممارسة الطفل واللعبة الرياضية فلابد من اجراء الكشف الطبي الدقيق وعمل التحاليل الطبية اللازمة, التي تؤكد سلامة جميع أعضاء جسمه وقدرته علي ممارسة نشاط اللعبة الرياضية, والابتعاد عن تقديم شهادة طبية روتينية دون كشف أو عمل التحاليل المطلوبة. وهذا من أجل صحة الطفل أولا لأنه اذا تبين من خلال الكشف أو التحاليل وجود مانع مرضي, فانه بالتالي سيتم علاجه, وفي نفس الوقت لايؤذي أقرانه اذا كان المرض معديا..
ثانيا: عندما تختار الأسرة اللعبة الرياضية التي يمارسها الطفل, لابد أن تتعرف علي مدي قدرته علي ممارستها بالفعل, فالطفل قليل الوزن والحجم لاينصح بممارسته الرياضات العنيفة نوعا ما مثل الجودو والكونج فو..وكذلك الطفل قصير القامة. لأسباب وراثية لاينصح أيضا بممارسته رياضة كرة السلة.
ثالثا: تعتبر رياضة السباحة متاحة لجميع الأعمار ولكن بشرط أن يعرف الأهل أن ممارسة الطفل أقل من14 سنة للرياضة تكون لأسباب ترويحية وترفيهية وهذا هو المتبع في العالم فلاتوجد بطولات للسباحة أقل من14 سنة كما يقول التونسي إلا عندنا في مصر.. لأن ممارسة الرياضة للحصول علي بطولة تتطلب جهدا يفوق قدرة الطفل خصوصا مع التدريبات اليومية طوال أيام الأسبوع ولساعات محددة يحددها المدرب, يزيد عددها باقتراب موعد البطولات.
ـ ويؤكد د.التونسي أنه قد ثبت علميا وعمليا أن الافراط في التدريب في عمر أقل من14 سنة يؤدي الي ضعف الجهاز المناعي للطفل وبالتالي يكون الطفل أكثر تعرضا للاصابة بأمراض نتيجة ضعف مقاومته حيث ان معظم الطاقة التي يحصل عليها موجهة للتدريب.
ثالثا: ضرورة تعويض الطفل بعد التدريبات المجهدة بقدر كاف من الراحة والحرص علي أن ينال قسطا وافرا من النوم الليلي, لايقل عن8 ساعات ليلا لأن نوم النهار لايعوض نوم الليل, وبالتالي السهر مرفوض.. وقد يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن زيادة ساعات نوم الطفل بالنهار يعوض قلة ساعات نومه ليلا.. وهذا اعتقاد خاطيء ينبهنا اليه د. محمد التونسي, لأن هرمون النمو لدي الطفل يفرز فقط أثناء نومه ليلا طوال فترة نموه وحتي سن البلوغ الي جانب أن السهر ليلا قد يسبب خللا في دورة الكورتيزون بجسم الطفل, وهبوطا في ضغط الدم اثناء النهار.
رابعا: أن تهتم الأم بتغذية طفلها تغذيه صحية سليمة, في جميع الوجبات خاصة وجبة الافطار المهملة في معظم البيوت أما بسبب الذهاب المبكر الي المدرسة أو الحضانة, أو نتيجة الاستيقاظ متأخرا اثناء الاجازة الصيفية نتيجة السهر مع الأسرة أو مشاهدة التليفزيون, وممارسة الألعاب الالكترونية وغيرها.
وينصح د.التونسي بأن يحتوي غذاء الطفل علي جميع العناصر الغذائية الرئيسية, خاصة الفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضراوات والفواكه الطازجة وكذلك البروتينات كما أنه من الأهمية أن يحتوي غذاء الطفل المتدرب علي حوالي60% مواد كربوهيدراتية حيث انها مصدر السعرات الحرارية التي يحتاجها لممارسة الرياضة.
خامسا: الاهتمام بشرب الماء بكثرة خاصة في فترات الحر بالاضافة الي العصائر الطازجة والأملاح التي توجد في الخضراوات والفاكهة الطازجة والعصائر الطبيعية والأملاح في جسمه ويراعي عقب التدريبات وقاية الطفل من التعرض.. من للتيارات الهوائية كالمراوح أو أجهزة التكييف حتي لايصاب بالمرض.
نصيحة أخري يقدمها استشاري طب الأطفال د.التونسي فيقول:
تعتقد الأسرة أن الطفل الذي يعاني الحساسية الصدرية أو الربو الشعبي, والذي يصاب بالأزمة عندما يقوم ببذل المجهود يجب منعه من ممارسة الرياضة وهذا اعتقاد خاطيء.. فالرياضة في الحدود المعقولة مطلوبة بشرط أن يتوقف الطفل المصاب عن اللعب اذا أحس بالتعب لأن الرياضة تؤدي الي تفتح حويصلات الشعب الهوائية كما أن السباحة تعتبر من أكثر الرياضيات المناسبة لمن يعاني من الحساسية الصدرية والربو لأنها تقوي عضلات التنفس.. ولكن مع الحرص دائما وحسب ارشادات الطبيب المختص علي اعطاء الطفل الدواء المناسب الموسع للشعب الهوائية قبل ممارسة الرياضة بنصف ساعة.
وينصح د,علاء عبد الحكيم بلبع استاذ العلاج الطبيعي ـ بجامعة القاهرة, الآباء والأمهات بأن يمارس أطفالهم أكثر من لعبة رياضية قبل مرحلة البلوغ لتنمية قدراتهم الحركية, وأن يوضع في الاعتبار دائما أن هناك فوارق بين الأطفال في القدرات الجسمية والفسيولوجية وأيضا النفسية يترتب عليها طريقة ونوعية وشدة التدريبات التي تناسب هذا الطفل ولذلك فليس هناك روشتة ثابتة للتدريب علي رياضة معينة ولكن يوضع برنامج التدريب بما يتناسب مع قدرات الطفل المتدرب.
وعموما فإن التدريب علي لعبة رياضية بهدف تعلمها وممارستها يختلف عن التدريب بهدف الدخول في المسابقات والحصول علي بطولات.